اصدارات

حكايات من قلب التحقيق مع معتقلي 20 سبتمبر.. أمن الدولة” تحقق مع شاب لديه تأخر ذهني وآخر طفل عمره 16 عاما وثالث “أمي” لا يجيد الكتابة والقراءة بتهمة “نشر أخبار كاذبة”

أكثر من 10 ساعات قضاها المحامون داخل أروقة النيابة، لحضور التحقيقات مع المتهمين الذين تم اعتقالهم على خلفية الحراك الاحتجاجي، يوم الجمعة، 20 سبتمبر الجاري، لايعلمون مصيرهم وما التهم التي ستوجه إليهم، وكيف سينتهي بهم الحال.
وخلال قضائه ساعات طويلة في الانتظار بالنيابة، تمكن محامي المفوضية المصرية للحقوق والحريات، الحضور مع ثمانية حالات، مؤكدا أن الجميع تم توجيه لهم نفس التهم بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، نشر أخبار كاذبة، إساءة استعمال وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيرا التظاهر بدون إخطار.
والثمانية حالات هم: ” محمد حسن البنا أحمد محمد على، محمد سعد عبد المجيد محمد على،محمود أحمد عباس محمد أحمد، هانى محسن عبد الرحمن، أحمد محمد بشاى، محمد أيمن حسن حنفى،يوسف لويز غبروس جاد الكريم، محمد أمين رياض أحمد”.
وبخصوص الحالات التي حضر معها، يقول محامي المفوضية، إن أعمارهم متفاوته، وكلا منهم يعملون بمهن مختلفة فهناك عامل باليومية وآخر لديه عمله الخاص، باستثناء حالة واحدة لشخص قاصر عمره 16 عاما، أيضا مؤهلاتهم التعليمية ليست واحدة، لكن جميعهم من محافظة السويس.
وترصد المفوضية أوضاع بعض الحالات التي استطاع محاميها حضور التحقيقات معها.

“الحالة الأولى”
قضى “محمد سعد عبدالمجيد محمد علي” ، ليلة قاسية عقب القبض عليه، ينتظر مصير مجهول، لايعلم سبب القبض عليه وحبسه، حيث ألقي القبض عليه، الجمعة، 20سبتمبر الجاري، عقب مباراة كأس السوبر بين فريقي الأهلي والزمالك. تم القبض عليه أثناء ذهابه لشراء الزي المدرسي ، وكان يرتدي تيشيرت الزمالك أثناء التحقيقات.
“محمد سعد عبد المجيد”، الشاب القاصر الوحيد من بين الحالات التي حضر معها محامي المفوضية التحقيقات، حيث يبلغ من العمر 16 عاما، وهو طالب في الصف الثانوي الثانوي التجريبي من محافظة السويس.
يقول محامي المفوضية: ” بدأ التحقيق الساعه ٤ فجرا، كان بيرتجف من الساقعه،وقلة الأكل لأنه مفيش أكل من ساعة القبض عليهم، وانكر كل التهم اللي اتوجهت له، وخلال التحقيقات أعطى للمحقق رقم حساب الأكونت الخاص به على الفيس بوك، ولقى كل الحاجات اللي منزلها خاصة بالكرة ونادي الزمالك والمباراة”.
قبل انتهاء التحقيق سأله المحقق عن طلباته، ليدخل في نوبة بكاء، قائلا: “إمبارح أول يوم مدرسه عايز الحق الدراسه من أول أسبوع، لكن تم تجديد حبسه.

“الحالة الثانية”
أيضا “محمد أيمن حسن حنفى”، ٣٠ سنه، لا يعلم كيف قضت ابنته يومها الدراسي الأول، متسائلا عما إذا كانت ذهبت أم ظلت تنتظره.
فهو رب أسرة يعمل مدير مالي لإحدى الجمعيات، ولديه محل خردوات، يسعى إلى لقمة العيش حيث يعمل صباحا، وأيضا بعد الظهر ليتمكن من الإنفاق على منزله وأسرته، ولديه طفلة في بداية عامها الدراسي في مرحلة الحضانة.
وبحسب محامي المفوضية: “وفى وسط التحقيق سمعنا طابور المدرسة، كانت قريبة من النيابة وانفجر في العياط وبدأ يقول نفسي اطمن بس بنتى راحت المدرسة إمبارح ولا لا دا كان أول يوم ليها في الحضانة، ياترى لبست الهدوم الجديده ولا من حزنها على غيابى مرحتش”.

“الحالة الثالثة”
ومن الكادحين الذين يسعون نحو لقمة عيشهم، “محمد أحمد عباس محمد”، عمره 31 عاما، عامل بشركة بتروجيت، ألقي القبض عليه بميدان الأربعين بالسويس، في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءا. بحسب أقواله في التحقيقات: ” كنت بفتكر المظاهرات احتفال بالفوز بالماتش، واتقبض عليا واتضربت بالأقلام على وشي”.
وجهت له نفس التهم السابقة وبمجرد ماوجه له المحقق تهمة نشر أخبار كاذبة، علق قائلا: ” إزاى يافندم أنا معنديش حساب على الفيس بوك أصلا، أنا عامل باليوميه يا بيه يادوب بخلص شغلى وأنام من كتر التعب معنديش فلوس ولا وقت اشتراك فى النت”، ليأتي القرار بحبسه أيضا 15 يوما.

“الحالة الرابعة”
وهناك “هاني محسن عبد الرحمن”، ضمن الحالات التي حضر معها محامي المفوضية، عمره 51 عاما، يعمل سائق على عربة نقل، ألقي القبض عليه يوم الجمعة، 20 سبتمبر الجاري، أثناء ذهابه للمنزل حيث كان يركب من ميدان الأربعين بالسويس.
تم التحقيق معه في تمام الساعة السادسة صباحا، أمام نيابة أمن الدولة العليا، وجاء القرار بحبسه 15 يوما، ووجهت له التهم السابق ذكرها، بينها استخدام الإنترنت فى تنفيذ تلك الجرائم. أنكر كافة التهم الموجهة إليه قائلا:” أنا مكملتش الإبتدائية وسواق على نقل مبعرفش اقرأ ولا أكتب إزاى هستخدم مواقع التواصل الاجتماعي دى بس”.

“الحالة الخامسة”
ومن المصادفات التي واجهها محامي المفوضية خلال التحقيقات، توجيه تهمة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين لشخص مسيحي، يدعى “يوسف ألويز غبروس جاد”، ٢٣ سنه.
ألقي القبض عليه هو وشقيقه من أمام المحل الخاص بهما، في تمام الساعة الثانية ليلا، وكان بحوزته مبلغ مالي خاص بالعمل يقدر بـ ٢١ ألف جنيه وتم سرقته في معسكر قوات الأمن بالسويس، على حسب زعمه.
ووجهت لهم نفس التهم على ذمة القضية 1338 لسنة 2019، وتعرض يوسف وشقيقه للضرب بالعصى – بحسب محامي المفوضية- وأنه أقر بأنه مسيحي الديانه وليس له علاقه بالإخوان أثناء مواجهته في المحضر عن علاقته بالجماعة.

“الحالة السادسة”
وبخلاف الحالات السابقة، هناك “محمد أمين رياض أحمد”، عمره 20 عاما، يعد حالة خاصة، لأنه يعاني من تأخر ذهني وثقل بلسانه، وظهر ذلك مع أول كلمتين له بالتحقيق، وطالب محامي المفوضية بعرضه على الطب الشرعي.
بدأ محمد بسرد أحداث القبض عليه، حيث تم اعتقاله من السويس، وخلال القبض عليه تم سحله في الشارع، وضربه ما أدى إلى إصابته في ركبته.
يعمل محمد “سايس- يمسح عربيات”، ليس لديه أي انتماءات سياسية ولم يشارك في التظاهرات – بحسب أقواله في التحقيق- وبسؤال المحقق له عما يحدث في البلد، أجاب “الراجل جاي ياخد لقمة عيش”.
أيضا واجهه المحقق بتهمة استخدام الإنترنت للتواصل مع الجماعة، لكنه أحاب “أنا عندي ريسيفر وتلفزيون في البيت، معنديش إنترنت بـ400 جنيه، وأنا معيش فلوس”.
لم يتمكن المحقق من أخذ جمل واضحة وصريحة منه، وبالرغم من ذلك تم حبسه 15 يوما على ذمة القضية، وفقا للمحامي.

#دفتر_أحوال_المحاكم_والنيابات
#المفوضية_المصرية_للحقوق_والحريات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى