بيانات صحفية

فاتن مغازي أم الطالب محمد رضا: أم مصرية تتقدم بشكوى للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب للحصول على حق ابنها الذي قٌتل في 2013 ولم تحصل على العدالة حتى الآن

21 مارس 2019

تقدمت السيدة فاتن المغازي والدة محمد رضا، طالب كلية هندسة جامعة القاهرة، بمساعدة المفوضية المصرية للحقوق والحريات، بشكوى إلى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب للفصل في قضية مقتل ولدها في نوفمبر 2013 على أيدي قوات الأمن المصرية داخل حرم كلية الهندسة بجامعة القاهرة. هكذا في عيد الأم لسنة 2019 لم تكل السيدة فاتن مغازي ولم تمل من البحث عن حق ولدها.

تعود وقائع القضية إلى نوفمبر 2013 عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث اندلعت تظاهرات عديدة في الميادين والجامعات. وفي يوم 28 نوفمبر 2013 نظم طلاب جامعة القاهرة تظاهرات أمام بوابة جامعة القاهرة احتجاجا على الإطاحة بمرسي وتنديدا بتطبيق قانون التظاهر الجديد واعتقال العديد من النشطاء والطلبة. قامت قوات الأمن بتفريق التظاهرات وضرب القنابل المسيلة للدموع والأعيرة النارية. كان الطالب محمد رضا في ذلك الوقت رفقة طلاب آخرين داخل حرم كلية الهندسة على بعد حوالي 100 متر من مكان تظاهرات جامعة القاهرة حيث اجتمع طلاب كلية هندسة عند باب الكلية عندما اكتشفوا أنها مغلقة. أنتقلت قوات الأمن أمام بوابة كلية هندسة ثم أطلقت أعيرة نارية على الطلاب داخل حرم الكلية كما يشهد على ذلك العديد من الفيديوهات المنشورة. أصيب محمد رضا بثلاث طلقات خرطوش قاتلة من عيار 4 إلى 5 مليمتر في الصدر والظهر والحوض أطلقت من بندقية خرطوش مما أدى لوفاته طبقا لتقرير طب شرعي.

سلكت والدة محمد رضا منذ ذلك الحين كل السبل القانونية للحصول على حق ابنها ومحاسبة قاتليه ولكن بلا جدوى. فقد أمر النائب العام بفتح تحقيق في القضية، والذي استمر لأكثر من عامين، وتم القبض على أربعة أفراد كانوا متواجدين في محيط جامعة القاهرة واتهامهم بقتل الطالب محمد رضا ثم إطلاق سراحهم.

وفي ديسمبر 2013 قام رئيس جامعة القاهرة بتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق بشكل مستقل في مقتل محمد رضا. وتوصلت اللجنة إلى استنتاج أن وفاة محمد رضا جاءت نتيجة أعيرة نارية أطلقتها قوات الأمن المصرية. وقد استمر التحقيق في القضية لمدة سنتين حتى يوم 16 يناير 2016، حين تم حفظ القضية بدعوى عدم اكتمال الأدلة، وتقييد القضية ضد مجهول. وقد تقدمت السيدة فاتن المغازي بالعديد من الالتماسات بل اتهمت أشخاص تابعين للشرطة بأسمائهم وصورهم وذلك لإعادة فتح القضية ولكن لم يتم الاستجابة لطلبها.

ولم يعد أمام السيدة فاتن المغازي سوى اللجوء للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بسبب عدم الجدية في معاقبة الجناة ولأن التحقيقات كانت – حسب ما أفادت في الشكوى-  ليست مستقلة أو محايدة. فقد استمر طوال العامين مدة التحقيقات استجواب الأربعة أشخاص الذين قبض عليهم بعد الواقعة بوصفهم المتهمين، بينما تم التعامل مع المسئولين وأفراد الأمن التابعة لوزارة  الداخلية بصفتهم شهود فقط وليسوا متهمين.

يذكر أن مصر حاليا، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، تترأس الاتحاد الإفريقي، ومن المخطط أن تستضيف مصر اجتماع الدورة القادمة للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في إبريل و مايو 2019. وإذ ترى المفوضية المصرية للحقوق والحريات أنه من الضروري أن تنظراللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب قضية مقتل محمد رضا، كونها لا تنفصل عن الأحداث التي شهدتها مصر ومازالت تشهدها حتى الآن من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وهو ما يعد خرقا للميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب والذي وقعت عليه مصر وصارت ملزمة باحترامه والعمل على تطبيق مواده. وتأمل المفوضية المصرية للحقوق والحريات أن تؤدي الشكوى المقدمة من السيدة فاتن المغازي نتيجتها المرجوة حتى تتمكن من الحصول على حق ابنها ومعاقبة الجناة الذين حرموه من أبسط حقوقه وهو حقه في الحياة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى